اعترافات «مبارك» فى استراحة «محكمة الجنايات».. الرئيس الأسبق لمواطن قبطى: أنا بكيت وحزنت يوم وفاة البابا شنودة.. والسيسى راجل محترم
الأربعاء، 9 أبريل 2014 - 00:01
محمد حسنى مبارك
كتب - كريم صبحى
لم يكن «عم صبحى»، 50 سنة، يتوقع أن يستجيب الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لطلبه ويوافق على مقابلته ليصافحه ويطمئن عليه، خاصة أنه فشل من قبل أن يزوره فى مقر إقامته بمستشفى المعادى العسكرى، ولكن الحالة المعنوية لمبارك، التى ظهر عليها فى جلسة الاثنين الماضى، فى إعادة محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين، فى ثورة يناير وتلويحه للحضور، وكم «القبلات» التى أرسلها للمواطنين من وراء القفص، ربما تكون السبب الرئيسى فى موافقة الرئيس الأسبق على طلب عم صبحى لقائه فى فترة الاستراحة داخل أكاديمية الشرطة، التى أمر بها المستشار محمود كامل الرشيدى.
عم «صبحى» اختص جريدة «اليوم السابع» بكواليس وتفاصيل وصورة تلك المقابلة، التى استمرت عدة دقائق، دار خلالها حوار ودى بين الرئيس الأسبق ومواطن مصرى محب لـ«مبارك».
وقال عم صبحى إن مقابلة مبارك بالنسبة له كانت حلما وتحقق – على حد وصفه – وفكر من قبل أن يزوره فى مستشفى المعادى العسكرى، لكن الظروف حالت دون ذلك، ولكنه تمكن من دخول قاعة محكمة مبارك بأكاديمية الشرطة فى التجمع الخامس، وطلب من قيادات الأمن المكلفة بتأمين جلسات المحاكمة ومبارك أن تخبر الرئيس الأسبق أن مواطنا يريد أن يلتقيه، ولم يتصور صبحى، حسبما أكد لنا، أن يستجيب مبارك أو رجال الأمن على أقصى تقدير لطلبه.
وبعد عدة دقائق جاءه الرد من إحدى قيادات الأمن، مفاده أن «مبارك» فى انتظارك يا عم «صبحى»، وبعد إجراء الاحتياطات الأمنية المتبعة فى هذا الشأن تم إدخال عم صبحى للاستراحة التى يجلس فيها الرئيس الأسبق.
قبل أن يروى عم صبحى تفاصيل اللقاء بينه وبين مبارك أكد لـ«اليوم السابع» أنه بكى عندما سمع اللواء عمر سليمان، رحمه الله، يلقى بيان تنحى مبارك عن الحكم، فى شهر فبراير 2011، مشيرا إلى أنه كان يعلم أن مصر ستدخل نفقا مظلما، لا يعنى عم صبحى هنا الأوضاع السياسية، وإنما حسب ما وضح أنه «يعنى الأمان ولقمة العيش».
لذلك كانت أول جملة قالها صبحى للرئيس الأسبق بعد مصافحته والاطمئنان على صحته: «البلد ضاعت من بعدك يا ريس.. مفيش ريس جه ولا هيجى بعدك».
وقال عم صبحى: رد الرئيس مبارك على قائلا: «ما تخفش مصر عمرها ما هتضيع.. إحنا ياما مرينا بظروف أصعب من كده، ومصر هترجع أحسن من الأول، وربنا يهدى نفوس الناس».
وأضاف عم صبحى: قولت لمبارك يا ريس «الناس بقت بتاكل فى بعض والموت بقى سهل»، فقال: تعرف يا صبحى أنا حزين زيك على اللى بيحصل وحذرت منه قبل كده، الناس بتموت بسبب الإرهاب ،بس إن شاء الله مصر هترجع أحسن من الأول.
وتابع عم صبحى قائلا: عندما وجدت «الريس» بشوش و«مش مضايق منى» قلت له: يا ريس فيه ناس كتير ظلموك وقالوا عنك كلام مش كويس، فقال لى: شوف يا صبحى الحمد لله أن الناس عرفت الحقيقة، وأنا استحملت كتير علشان أنا كنت واثق أن هيجى يوم وربنا هيظهر الحقيقة.
وتابع عم صبحى قائلا: الرئيس قال: «أنا عشت وخدمت البلد بإخلاص وحاربت عشانها وهاموت على أرضها».
وأوضح عم صبحى إنه لاحظ فى حواره مع الرئيس الأسبق أن مبارك كان حاضر الذهن، «فايق» حتى أنه لاحظ «وشم الصليب» على يدى، وقال لى تعرف يا صبحى: «أنا بكيت وحزنت يوم وفاة البابا شنودة، الله يرحمه، كان راجل محترم ورزين وعاقل، أنا كنت بحبه جدا، الله يرحمه». وقال عم صبحى للرئيس الأسبق: تعرف يا ريس فيه مصريين كتير مسلمين ومسيحيين بيحبوا البابا شنودة وبيحبوك وبيدعولك، وهو ما رد عليه مبارك قائلا: متشكر جدا.
وأضاف عم صبحى: سألت الرئيس مبارك عن «المشير السيسى»، وقال إنه أحسن واحد يمسك البلد دلوقتى، ده راجل محترم، ويقدر يرجعها زى ما كانت وأحسن.
ويتابع عم صبحى قائلا: طلبت من الرئيس أن أتصور معاه علشان تبقى صورة للذكرى، وكمان أوريها لأولادى فى البيت علشان لما أحكى لهم ويصدقونى، وهو ما قابله الرئيس بضحكة عالية وطلب من أحد الموجودين أنه يصورنا وأنا واقف جنبه قال الرئيس مبارك أوعى يا جدع متكونش بتصورنا وبتعمل فلاش «أحسن صبحى يزعل مننا».