انقسام قبطى بانتخابات الرئاسة.. مؤيد لصباحى: سيقضى تماما على نظام مبارك.. وانحيازاته للفقراء واضحة.. مؤيدة للسيسى: بطل ويملك كاريزما وأنقذنا من الإخوان.. وناشط يتزعم المقاطعة: نرفض المزايدة وشد الحزام
الأحد، 4 مايو 2014 - 05:17
حمدين صباحى والمشير السيسى
كتب مايكل فارس
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، التى تجرى بين المشير عبد الفتاح السيسى، وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، ومن المقرر التصويت بداية من 15-18 مايو بالنسبة للمصريين فى الخارج، ويومى 26 و27 مايو، بالنسبة للداخل، ظهر جليا على السطح انقسام قبطى حول تأييد المرشحين، لتشكل الخريطة التصويتية للأقباط إلى ثلاث فئات، العظمى من الأقباط تؤيد السيسى، كأمر واقع، والثانية رافضة للسيسى رئيسا وتؤيد صباحى، وظهر تيار ثالث من شباب الأقباط يدعو لمقاطعة الانتخابات.
ورغم إعلان الكنائس رسميا عدم تدخلها بالسياسية وترك حرية اختيار المرشح الرئاسى للأقباط أنفسهم، إلا أن أساقفة الكنيسة أصدروا تصريحات تدعو لترشيح السيسى، فعلى سبيل المثال الأنبا موسى أسقف الشباب قال فى تغريدة سابقة على تويتر" السيسى رئيسى طبعا"، والأنبا بولا مطران طنطا قال فى تصريحات إعلامية سابقة "العناية الإلهية أرسلت المشير السيسى".
والتيار الأول الرافض لرئاسة السيسى والمؤيد لصباحى له أسبابه، ومنهم المفكر القبطى سليمان شفيق، الذى أكد لـ"اليوم السابع"، أن هناك خمسة أسباب لدعمه حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية، والسبب الأول، الخوف من استنساخ الرئيس مبارك والحنين للماضى البعيد أو القريب، خاصة من يشبه السيسى بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ثانيا، الخوف من محاولات النظام السابق لاحتواء السيسى، وهو ما يظهر جليا على الساحة السياسية، ثالثا، علاقة حمدين صباحى بالعدالة الاجتماعية فإن كان السيسى رجل دولة له خبرة كبيرة، إلا أن حمدين يتفوق فى الخبرة السياسية، رابعا، حملة المشير لا علاقة لها بالشباب، ونحن منذ 30 يونيو حتى الآن النظام القائم يضيف للقوى الإسلامية قوى أخرى مثل 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، بسبب سوء إدارة الأزمات، فأدى ذلك لتعاطف تلك الحركات التى تحسب على التيار المدنى مع الإخوان، خامسا الخوف من قفز الأقلية المالية وحاشية جمال مبارك على السلطة فى حال نجاح السيسى، مثلما قفز الإخوان على السلطة، مؤكدا "مشكلتى ليست بين عسكرى ومدنى ولكن المعيار هو خدمة مصر".
والتيار الثانى المؤيد لرئاسة السيسى لمصر، تمثلت رؤيته فى 10 أسباب تدعو لانتخاب السيسى، فحسبما أكدت سوزى عدلى ناشد، أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، أن تأييد ليس الأقباط فقط بل المصريين للسيسى يرجع لعدة أسباب منها أسباب موضوعية، تتمثل فى شخصيته والكاريزما التى يتمتع بها، والتى تجعله يستطيع إخراج مصر من أزمتها الحالية سواء الاقتصادية والعلاقات الدولية والأمنية، الأمر الذى يجلعنا نثق بقدراته ونقتنع بشخصه ومقدرته على إخراج مصر من أزماتها .
وأضافت، وعلى المستوى الشخصى يتمتع بعدة صفات تؤهله لرئاسة مصر، ورأيت تلك الصفات خلال لقائى به مع وفد البابا تواضروس الثانى الذى التقاه سابقا، فالسيسى لديه علم كامل بكل الأزمات التى تعيشها مصر، ويولى اهتماما بالغا بالطبقات المحدودة الدخل والفقيرة، ولديه آليات وحلول للخروج من هذه الأزمات، وعرض علينا خلال اللقاء بعض آليات الخروج من أزمات مصر.
وأردفت أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، أن من ضمن الأسباب الرامية لتأيد السيسى وزنه وثقله على المستوى الداخلى والخارجى، وكذلك الثقة بالنفس والتواضع معا، مشيرا إلى أنه لديه وعى وقارئ جيد للأحداث والمشكلات لديه، الحلول وقبول عال من الشعب المصرى، كما أنه يمثل بالنسبة للأغلبية العظمى من الشعب "البطل" الذى أنقذهم من حكم الإخوان، ورجل دولة.
وشددت، على أنه لا أحد يستطيع أن ينكر خلفية السيسى العسكرية وتاريخه بالكامل عسكرى، حتى لو ارتدى ثيابا مدنية، ولكن الشعب على درجة عالية من الوعى، ويستطيع أن يقيم الرئيس المقبل ويضع فى اعتباره أن الشعب سيقيمه، وسيحاول جاهدا أن يحقق مصلحة الشعب، ولم يعد الشعب قاصرا أو يرضى بقبول أى شىء يقدمه الرئيس كيفما شاء فلم يعد هناك فرعون جديد.
وأوضح تسوزى ناشد، أن الذين سينتخبون السيسى للأسباب السابقة، وعامة الشعب لن يلتفت كثيرا للبرنامج الانتخابى، لأنه لم يتعلم بعد أصول وفنون اللعبة الانتخابية، فمبارك جلس على الحكم 30 عاما ولم يمارسوا السياسية، والنخبة فقط تهتم بالبرنامج الانتخابى وكيفية تحقيقه.
وعلى النقيض تماما بين المؤيد والمعارض سواء للسيسى أو صباحي، ظهر تيار قبطى يدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، يضم عددا من أعضاء الحركات القبطية، على غرار مقاطعة بعض القوى الثورية للانتخابات الرئاسية خلال الجولة الثانية بين محمد مرسى مرشح الإخوان وأحمد شفيق.
وقال مينا ثابت، عضو اتحاد شباب ماسبيرو، إنه سيقاطع الانتخابات الرئاسية المقبلة بين المشير السيسى وحمدين صباحى، مضيفا أن مرشح "الضرورة" كما أطلق البعض على السيسى، سياساته وانحيازاته لم تتضح بعد وغامضة.
وأضاف "ثابت"، أنه لا مزايدة على دوره الوطنى وانحيازه للإرادة الشعبية للتخلص من الحكم الإخوانى فى 30 يونيو، ولكنه عندما يكون مرشح لرئاسة الجمهورية فإن معايير التقييم لابد أن تختلف، ويمكننا رؤية مؤشرات تدل وللأسف على انحيازه إلى رؤوس الأموال على حساب الفقراء من الشعب، فلا تغفل الدعم المتواصل من أصحاب المصالح ودوائر الفساد من رؤوس الأموال المباركية خلال الفترة الماضية، بجانب بعض الدوائر داخل أجهزة الدولة التى كانت معه على خط التماس فى مواقفه الماضية، فتلك الكتلة من المصالح يصُعب الانقلاب عليها، لذا الخوف من قتل الديمقراطية الوليدة، وأصبح كل معارض إرهابيا.
وعن حمدين صباحى، أوضح "ثابت"، يحاول المرشح المنافس المزايدة على منافسه، فيخرج علينا بتصريحات بأنه سوف يحيل المسئولين عن الدم إلى المحاكمة فى محاولة لاجتذاب شريحة الشباب الباحثين عن العدالة الغائبة طوال السنوات الماضية، ولكن لم يتثن له الوقت الكافى لاجتذاب أحد، فبعد لحظات دارت الآلة الإعلامية ضده فما كان منه إلا أنه تراجع، وفشل فى تقديم البديل المنتظر فلم يصمد أمام معركة صغيرة جداً، مشيرا إلى أنه دأب على تقديم نفسه فى ثوب المرشح الذى يحمل فى جيبه أختام الثورة، ما يثير حنق وضيق كثيرين لا يرون فيه حلم التغيير المنشود، ولا الذى سيحقق أهداف الثورة.