بالصور.. "السيسى" من سلاح المشاة إلى رئاسة مصر.. لبى نداء المصريين فى ميادين 30 يونيو.. فجاء الرد فى الصناديق بأكثر من 25 مليون صوت تحمله أمانة البلاد
الخميس، 29 مايو 2014 - 13:49
المشير عبد الفتاح السيسى
كتب أحمد أبو حجر
"اللهم اجعل عبد الفتاح السيسى فاتحة خير علی مصر والأمة العربية والإسلامية" هكذا هنأ الفريق ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى السابق، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، الشعب المصرى بفوز المشير عبد الفتاح السيسى، بالانتخابات الرئاسية المصرية، فهكذا يأملون من رئيس مصر الجديد عبد الفتاح السيسى الذى تشير النتائج الأولية للفرز إلى وصوله إلى المنصب الأرفع فى مصر بفوزه برئاسة الجمهورية بعد حصوله على نحو 25 مليون صوت فى انتخابات الثلاثة أيام، فى مقابل نحو 750000 صوت لحمدين صباحى.
لم يكن يدرى الرئيس عبد الفتاح السيسى البالغ من العمر نحو 60 عاما، أن الأيام الأخيرة ستكون حاسمة فى تاريخه، فالمشير الذى يعتبر من مواليد 1954، وتخرج فى الكلية الحربية فى 1977، كان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة "المجلس العسكرى" الذى أدار شئون البلاد فى أعقاب الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك إبان ثورة 25 يناير 2011 باعتباره مديرا للمخابرات الحربية فى هذا التوقيت، على نهج رؤساء مصر السابقين محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات خدم السيسى أيضا فى سلاح المشاة وتدرجوا فى مناصبه، ويرى البعض أن فيه من سمات الذكاء والدهاء ما يجعله خليفة لـ "ناصر والسادات".
وعلى الرغم من بزوغ نجم عدد كبير من قيادات المجلس إلا أن عبد الفتاح السيسى فضل البقاء بعيدا عن الأضواء مكتفيا بلقاءات وجلسات ودية مع رؤساء أحزاب وقيادات سياسية وشبابية وثورية خلال تلك الفترة، حتى أتاه الخبر اليقين فى أغسطس 2012 بتعينه وزيرا للدفاع وقائدا للجيش خلفاً للمشير محمد حسين طنطاوى بعد أقل من شهرين من تولى الرئيس المعزول محمد مرسى منصبه فى رئاسة الجمهورية.
السيسى وزير الدفاع الذى ترقى إلى رتبة فريق أول كان جل اهتمامه منصبا على استعادة الكفاءة القتالية للجيش المصرى بعد أشهر عديدة منذ 25 يناير، واجه الجيش فيها انتقادات واتهامات من القوى السياسية والثورية بقتل وتعذيب وسحل المتظاهرين، فى عدة أحداث إبان 25 يناير، من بينها أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، فعمد إلى إزالة الاحتقان بين الجيش والشعب الذى بات دوما يردد يسقط يسقط حكم العسكر على مدار عامين وهو ما نجح فيه خلال بضعة أسابيع واستطاع رفع الكفاءة القتالية مرة أخرى للجيش وتأمين حدود البلاد التى اخترقت شرقا وغربا.
استمر السيسى فى توجيه النصح للرئيس المعزول وجماعته بتجنب إقصاء القوى المعارضة حتى جاءت اللحظة الحاسمة والتى لم يكن يستطيع الوقوف أمامها مكتوف الأيدى، فقبل تظاهرات 30 يونيو دعا السيسى جميع القوى السياسية الإسلامية والمعارضة لها إلى ضرورة نبذ الخلاف داعيا إلى حوار وطنى يشمل الجميع إلا أن المعزول أبى.
وأمام النداءات الشعبية المتجددة من الشعب المصرى جدد السيسى مهلته للجميع للحفاظ على مصر، إلا أن الرفض جاء مرة أخرى من السلطة الحاكمة مغلفا بالشرعية دونها الرقاب، فلم يكن أمامه سوى الاستجابة للنداء الشعبى بالانحياز إلى إرادة الشعب، فعزل مرسى وحدد فى 3 يوليو من العام الماضى 2013 مع القوى السياسية مجتمعه ملامح خارطة طريق المستقبل بعد 30 يونيو وجعلها تحت إشراف المستشار عدلى منصور الذى تولى إدارة شئون البلاد حتى انتخاب رئيسا للجمهورية.
قاد السيسى حربا شرسة ضد الإرهاب فى شمال سيناء استطاع خلالها القضاء على العديد من البؤر الإرهابية وتجفيف منابعه بإغلاق الأنفاق الواصلة بين مصر وقطاع غزة وأيضا القضاء على عدد كبير من قيادات الجماعات المسلحة بسيناء.
السيسى وزير الدفاع المصرى الذى ترقى إلى رتبة المشير بقرار جمهورى من الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، كان أيضا أول وزير مصرى تختاره جريدة التايمز البريطانية كأشهر شخصية مؤثرة فى العالم.
السيسى الصامت الذى استجاب لرغبة شعبه مرة أولى فى 30 يونيو لم يكن ينوى الترشح لرئاسة الجمهورية حتى لما سئل عن ترشحه قال "الوقت غير مناسب للسؤال.. والله غالب على أمره"، فاستطاع أن يمنح عشرات الملايين من المصريين الإحساس بالأمن والانتماء حتى جاء وقت الاستجابة الثانية لأصوات الملايين التى طالبت بترشيحه للرئاسة وهو ما استجاب له أيضا حينما قرر إنهاء عمله كوزير للدفاع ليترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وبينما يعتبر معارضوه من أنصار الرئيس المعزول ومؤيدى جماعة الإخوان المسلمين أن السيسى هو الحاكم الفعلى للبلاد منذ 3 يوليو الماضى، فإن اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة ستضمن له ذلك بداية من الشهر المقبل، فيما يعتبروه مؤيدوه وأنصاره زعيم مصر وقائد العرب الجديد، بينما يتمنى المصريون أن ينقذهم من أوضاع معيشية اقتصادية واجتماعية صعبة.