جدل بين الأقباط حول ترشح عمر سليمان..
الكنائس ترفض التدخل وتؤكد: أبناؤنا لهم حرية اختيار الأقرب للدولة
المدنية.. ودوس: ترشيحه يزيد الغموض ومازالت أدعم أبو الفتوح ..والحركات
القبطية: لم نحدد موقفنا الإثنين، 9 أبريل 2012 - 02:49
عمر سليمان
نادر شكرى
أثار ترشح اللواء عمر سليمان، لانتخابات رئيس الجمهورية جدلا
كبيرا داخل الشارع المصرى ما بين المؤيد والمعارض وهو انتقل بشكل خاص أيضا
إلى الأقباط، الذين يخشون شبح وصول الإسلاميين للرئاسة تخوفا من ممارسة
إجراءات جديدة من شأنها العمل على إقصائهم أو استبعداهم من الحياة العامة
والحد من حريتهم، وأصبح الأقباط ما بين أدنى قاب قوسين أم الاختيار ما بين
الإسلاميين أو المرشح العسكرى وإن كان الأمر لم يتضح بعد حول الاتجاه العام
للأقباط فى ظل الانقسام بينهم ما بين سليمان وموسى وأحمد شفيق وآخرين أبو
العز الحريرى وخالد على.
من جانبه رفضت الكنائس الثلاث وضع تكهنات مسبقة لموقفه حول اتجاها لدعم عمر
سليمان وأكدت أن هذا الأمر سابق لأوانه وأن الأقباط جميعها أصبحوا لديهم
الوعى السياسى الكافى لاختيار المرشح الأقرب لهم وإن اتفقت الكنائس أن
اختيارها سيكون للشخص الذى يدعم الدولة المدنية وحماية الحريات.
وأكد مصدر كنسى بالكنيسة الأرثوذكسية أن مسالة الانتخابات الكنيسة لم تتدخل
فيها الآن فى ظل انشغالها بأمور الكنيسة الداخلية، ولكنها تعلم جيدا أن
الأقباط يؤدون من يعمل على توفير سبل الأمان والكرامة لهم فى ظل ما تعرضوا
له من اعتداءات وتهديدات على يد الإسلاميين فى الفترة التى أعقبت ثورة 25
يناير وأكد أن الرئيس المدنى سيكون الخيار الوحيد للأقباط حتى لو كان من
العسكر تخوفا من دخولهم فى أزمة جديدة إذا ما تولى أحد المرشحين
الإسلاميين، وأكد هذا الاتجاه وهو اتجاه أغلبية المصريين الذين عانوا
جميعهم بعد الثورة من حالة الفوضى وشدد أن الكنيسة لن تتدخل فى حرية اختيار
أتباعها طبقا لم يرونه أو الاتجاهات السياسية التابعين لها.
واتفق مع هذا الرأى الدكتور أندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، وقال:
"إن التعددية فى الانتخابات الرئاسية مطلوبة وأكد أن الكنيسة كمؤسسة كنسية
لا تتدخل فى إرغام أو حشد أبنائها لصالح مرشح معين وتترك لهم كامل الحرية
ولكن تساعدهم فى معرفة برامج المرشحين واتجاهاتهم ودعمهم للمواطنة والدولة
المدنية.
وقال الأنبا بطرس فهيم، نائب البطريركى الكاثوليكى إن الكنيسة مؤسسة روحية
تقوم فقط بعملية التوعية وكشف الأمور لأبنائها ولكن لا تجبر أحدا على
انتخاب مرشح بعينه لأن وضع الرئاسة يختلف عن الانتخابات البرلمانية لأن
المواطن يعلم مرشحى الرئاسة جيدا وعددهم محصور باختلاف الشعب الذى كان يفرض
على المواطن انتخاب 150 مرشحا لا يعرفهم، وأضاف أنه فى النهائية الكنيسة
تتمنى رئيسا يستطيع إنقاذ مصر ونقلها إلى مرحلة الاستقرار بما يحفظ كرامة
الإنسان ومدنية الدولة والعيش والعدالة وهى أهداف الثورة.
وأشار الدكتور شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة فى مصر ، إلى أن ترشيح
عمر سليمان للرئاسة يأتى ليزيد الغموض فى الانتخابات الرئاسة فى مصر
ويزيدها تعقيداً وطالب بعرض البرامج الانتخابية لكل المرشحين، وأضاف أن
الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى وعمر سليمان ثلاثة أوجه لعملة واحدة، وعن رأيه
الشخصى أكد أنه لا يزال يرى أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأفضل،
لأنه ذو خلفية إسلامية سابقاً ويؤمن بالدولة المدنية التى يحكمها العدل
والقانون.
وقال الدكتور وحيد حسب الله، ناشط حقوقى وقبطى بسويسرا إن الموقف أصبح
غامضا جداً بالنسبة للمرشحين الحقيقيين ويجب انتظار ما ستستفسر عنه التصفية
لمن يحق له الترشح فعلاً بعد الفحص الذى ستقوم به اللجنة العليا وما يتبقى
من مرشحين.
وأضاف قائلا "أعتقد أن مصر فى حاجة لرجل له وزنه السياسى ويفهم طبيعة
احتياجات القوات المسلحة ولا يصطدم بهم على الأقل فى الوقت الحاضر وهذا لا
ينتطبق على المرشحين الإسلاميين بأى حال لأنهم يبحثون عن الصدام والاستيلاء
على السلطات جميعها تشريعية وتنفيذية، وكذلك عدم عرضهم لأى مشروع للنهضة
بمصر سوى السراب أى الحل بتطبيق الشريعة وهو كل ما يملكونه من مشروع لا
يحقق بأى حال من الأحوال أحلام المصريين من نهضة اقتصادية وتعليمية حتى
يجنوا ثمار ذلك فى حياتهم اليومية من حياة كريمة.
وأشار إلى أنه الممكن أن يكون عمر سليمان بما له من خبرة وعلاقات دولية
يساعد على تحقيق الاستقرار وثم ضمان النهوض بمصر أو شفيق أو أحدى المرشحين
المدنيين والذين لا يمثلون أى تيار إسلامى لاسيما أن المواطنين سئموا من
الإسلاميين وأكاذيبهم وتضليلهم والمناورات التى يقومون بها. الشعب فى حاجة
ماسة لشخصية قادرة على التحكم فى أمور الدولة وتحقيق الأمن وكذلك توفير
الحد الأدنى لحياة كريمة مثل الخبز والبنزين وغيره ، ولا يهمهم إن كان هذا
الشخص عمر سليمان أو شفيق أو عمرو موسى ولكن الإسلاميين موجودون منذ سنة
ولم يحققوا أى شىء.
ويرى جون طلعت، الناشط الحقوقى أن الأقباط وضعوا فى خيار صعب إما بين
الإسلاميين أو العسكريين ولاسيما أنهم بعد الثورة عانوا من الجانبين سواء
تصريحات الإسلاميين المخيفة ضدهم التى تهدد مواطنتهم أو الاعتداء عليهم
وأيضا العسكر الذين ارتكبوا جريمة ماسبيرو وفشلوا فى حماية الأقباط ولكن
الاختيار سيكون "أحسن الوحشين" على حد قوله وأن الأقباط مازالوا فى اتجاه
لتأييد عمرو موسى أو شفيق أو صباحى وخالد على وعمرو سليمان والحريري
وقال هيثم كميل عضو حركة أقباط بلا قيود أن الحركة لم تحدد موقفه بشكل
نهائى اتجاه المرشحين للرئاسة وأشار أن المرحلة الأهم ألان توعية الناس
ببرامج المرشحين واتجاههم لاسيما فى ظل غموض المرشحين بعد مشاركة سليمان
وعدم معرفة الرؤية هل سيلمان هو اتفاق ما بين العسكر والإخوان وأن نزول
الشاطر تفتيت لأصوات الإسلاميين ضد أبو الفتوح أما هو صدام ضد العسكر.
وقال الدكتور عوض شفيق عضو المكتب القانونى لأقباط المهجر إن رؤية الأقباط
بالخارج لم تتحدد بعد ولم يصدر أى موقف رسمى حتى يتم قراءة برامج المرشحين
مشيرا إلى عمر سليمان كمرشح للرئاسة هو يعرف بامتياز ويعلم دهاليز قصر
الرئاسة ومنشية البكرى وتم تدعيمه من ميدان العباسية وليس من ميدان التحرير
وتساءل هل يستطيع سليمان أن يلبى طموحات وأهداف الشعب المصرى ويؤسس دولة
مدنية لا هى عسكرية ولا دينية ويعمل على استقلال القضاء ويضمن حقوق الأقباط
فى الدستور بنسبتهم العددية التى تعد أكثر من 20 فى المائة من نسبة
المجتمع ككل فإذا تضمن ذلك سيكون هناك موقف داعم له وهو ما ستكشف عنه
الساعات القادمة حول وضع المرشحين الذين يدعمون الدولة المدنية.
وقال المهندس عزت بولس، رئيس منظمة الأقباط متحدون إن ترشح سليمان رد فعل
طبيعى لتوغل الإخوان المسلمين والسلفيين ولكن لا يعتقد أن كله جاء بالصدفة
لكن كان معد كورقه للدفع بيه نظار لثقة الكثيرين فيه إذا لم يلتزم الإخوان
بما قد تم التوافق عليه مع المجلس العسكرى وكالعادة لم يستطيع الإخوان
بغرورهم الصبر حتى يتمكنوا كاملا من كل السلطات بخطوات بطيئة وقرروا القفز
بـقفزات واسعة فوقعوا فى حفرة العسكر التى حفروها لهم بحنكة وبراعة لأنهم
كانوا حريصين أن لا يفقدوا زمام التحكم فى الأمور وأضاف أن موقف الأقباط لم
يتحدد بعد لاسيما أن ترشح سلميان جاء مفاجئا فى اللحظات الأخيرة.